الاثنين، 21 أبريل 2014

لأنَّ العنوان في هذهِ الحالة " مبتذل "

أنا في الحقيقة أحنُّ كثيراً للكتابة والتدوين 
أحنُّ كثيراً للتفكير في مواضيع والكتابة بإستفاضةٍ عنها. يبدو أنني قد فقدتُ كل شيءٍ في النهاية. كأمرأةٍ حمقاء ألحت على زوجها دخول البورصة مع شركة مخادعة وخسر زوجها كل مالهِ. لست أدري ما الغرض من هذا التشبيه. لكن كل ما أعلمه أنني بحق أشعر بأنني بحاجة للتنفس. 

أنا قد تحررتُ لكن أشعر بحريتي ناقصةً ، ينقصها شيءٌ ما ، شيءٌ مهمٌ جداً ، كنتُ أعرفه ، وأنا لا أزال أعرفه ، فقط كنتُ أغض الطرف عنه ، لكن يبدو أنني لم ولن أستطع التحمل ، أنا روتينية بشكلٍ قاتل ، لا أستطيع التكيّف مع التغيير بسهولة. كيف لي أن أتكيف مع تركي للشخبطة؟ كيف لي أن أتكيف مع فقدي لبعض اللمسات التي كنت أمتلكها؟ كيف لي أن أفقد الروح التي كنت أحيا بها؟ وكيف لي أن أصبح جثةً هامدة؟ كيف لعقلي أن يرضى بهذا الظلم لي؟ وكيف للقلب ألا يطاوع قلمي؟ وكيف للروح أن تذبُل؟ كيف لكل هذهِ الأشياء أن تحدث داخلي وأنا لا أشعرُ بها؟ كيف لذلك أن يحدث؟ ربما قد أكون لاحظتها لكني غضضت الطرف كالعادة! لكنّي لم أكن على صواب ، راهنت بكل ما تبقّى لي من طريقٍ للتنفس ، فمهما كان لي من أصدقاء رائعين يجب أن أصادق جماداً أيضاً ألجأُ إليه عندما أشعر بسخافةِ الموقف أو عندما أرغب بتضخيم الأمور ، صديقٌ لا يتذمر أبداً ، صديقٌ لا يحس! صديقٌ يُتقن الإستماع فقط! 

إحدى الأشياء التي تركتها خلفي مبنى عشتُ فيهِ إحدى عشرة سنةٍ من عمري .. أشعر بأنني خائنة وخذالة لكل من أحبه .. أو ربما العكس! ربما هم من خانوني! هم أيضاً رضوا بتركي لهم ، ولم يفعلوا شيئاً حيال ذلك! لا يجب أن تفهموا من هم ، فقط أنهم أشياء قد أحببتهم كثيراً أصدقاءٌ من عالم الجماد كنا نتواصل بطرقنا الخاصة وطقوسنا المُعقّدة .. طقوسٌ غريبة جداً تتغير كل مرة! لكن يبدو أنَّ طقوس هذهِ المرة أصعب من أن يستوعبها عقلي الصغير. 

أنا لا يحب أن أكتب! أنا في شجارٍ مع القلم. يجب أن أُحضر طبيباً نفسياً فقد سئمت! سئمت حقاً من تعاليه علي أن أعلم أني لستُ جيدة كفايةً لأمسك بهِ لكن لماذا أعطاني أملَ أنَّني أليقُ بمقامهِ وأستطيع أن استمر؟ لماذا اقتلع مني هذهِ الخاصية فجأة؟ لماذا بدأ معي هذهِ الحكاية الرائعة إن كان سينهيها بهذهِ الطريقة؟ ما بالك أيُّها القلم؟ ماذا تريد مني؟ أن لا أسمعك جيداً؟ ماذا؟ أكرهك؟ أنا ببساطة لا أستطيع! كيف أستطيع أن أكره من عالجَ جفاف قلبي؟ واحتوى ثرثرتي بين ثنايا أضلعه! كيف لي أن أكره حبي الأول والأخير؟ كيف لي أن أكره أخي الأكبر؟ أخبرني فقط كيف؟ أتريد مني الإبتعاد؟ أتعلم؟ قد حاولت حفاظاً على كبريائي ، لكنِّي اكتشفت أنَّ بكَ الكبرياءُ ولك! اكتشفتُ أنني أحتاجك كما أحتاج الأكسجين والعذاء! أنتَ راحتي بعد التعب وتعبي بعد الراحة ، وأنت قلبي عند الحياة و عقلي عند التفكير ، أنت شيءٌ تأبى أن تصفه كلماتي. كنتَ ناجحاً جداً في جعل الأحرف والكلمات تخوض إنقلاباً ضدي. كأن إنقلابك لم يكن يكفي! وكأنَّني سأتحمل المزيد! أنا لا أستطيع الكتابة أكثر وأشعر بكتلة من الغباء تحتلُ رأسي لكتابتي مثل هذا الكلام! لكنّي فقط حاولت أن أعقد هدنةً مع القلم لأنهُ يعلم يقيناً أن حياته بيديَّ ورهنُ إشارتي. أنا لا أريد أن أستنزف حبره الجميل لكنَّي بالرغم من ذلك بهِ أحيا! يجب أن نعقد هدنةً الان وسيكون حول الراء أحد الشهود وحرف القاف شاهدٌ آخر والياء شاهدٌ ثالث

سأذهب إلى مكانٍ بعيد لربمّا أجدُ قلماً يرضى بي ويعيش معي أبد الدهر. يبدو أن هذا القلم قد تخلّص مني. أو هو يحاول. لقد سعيت في تلك الهدنة كثيراً. ماذا؟ اسمعُ صوتاً كصوت القلم! صوت رجولي هادئ. يقول : قبِلت الهدنة! لا تعلمون كمَّ السعادة المفرطة التي أشعر بها الان! أنا في هدنة! مع من؟ مع القلم! بالتأكيد سنرجع قريباً أعني فلأتمنى ذلك!

لا شيء آخر يُذكر سوى أنَّ الحرية شيءٌ جزئي إن كان ما تحبه مقيّداً ويقيدك. سأشعر بذلك قريباً سأشعر بالحرية المطلقة عندما يرضى عني سمو القلم

فقط!