الإنسَان كتلة متحركة، مليئة بالأشياء الغريبة المعقدة، فحتى وأنا في أكثر حالاتي فهماً لنفسي أجد مشاعراً متضاربة، تحاول إيجاد حيّز فارغ في أي بقعة لتنتشر كالسم.
ما كتُب أعلاه يبدو كأنَّه ، كتبتهُ نفس غاضبة بأسلوب هادئ، لأنها تحاول أو ترغب في التحكم بأعصابها، بمشاعرها وأفكارها لكن في الحقيقة تلك النفس تجعلُ التحكم بمشاعرها شيئاً أكثر صعوبة إذ أنها لا تعترف بماهية ما تحس به حقّاً وتكتفي بالكتابة الغريبة التي لا ترتبط بما تشعر حقّاً عوضاً عن ذلك هي تقوم بكتابةِ النصوص وتحليلها كما أفعل الآن، وتدعّي عبثاً أنها قد حلّت مشاكلها، ولكنها كمن ابتلع جرعة كبيرة من المسكِن، الذي يكفي أن تجربه لأول مرة فتدمنه، وعند الإدمان لا ترغبُ النفس بالشفاء حقّاً، تتحمل ما يحدثُ في دواخلها من مشاعر متناقضة في نفسِ اللحظة دون خوفٍ أو غضب حقيقيان، لأنَّ تلك المشاعر ستسمح لها بإستخدام جرعات أكبر من ذاك المُسكِن المدعو بـ"الكتابة" الذي لا مفر منه حتى بعد التعافي.
لم أتوقع أن ينحرف المسار بي إلى هذهِ النقطة. لم أتوقع أن أستطيع الوصول إلى هنا دون التعرض للأعراض الجانبية لهذا المسكِن..
نعم.. للكتابة أعراض جانبية كما جميع الأدوية، الشك.. الرغبة في التوقف عن الكتابة.. مسح كل ما كتبت.. وتذكرة مجانية للدخول في أرض الكآبة، استعطت بطريقةٍ ما التغلب على تلك الأعراض الجانبية، لربما كنت آخذ الجرعات سابقاً بصورة أكبر، أو نوع معيّن من المشاعر كان يزيد من حدة تلك الأعراض الجانبية.. قليل من الحماسة مدمر لعمل المسكن. الحماسة قد تكون قاتلة.
شخصياً.. أجدُ الكتابة مستحيلة جداً في حالات السعادة المفرطة، السعادة المفرطة مسكن بحد ذاته تلغي عمل المسكنات الآخرى، للأسف السعادة ليست مسكناً يسهلُ إدمانه مهما كبرت جرعته، هنا تكمنُ الخدعة..
إقتلاع المشاكِل من جذورها قد يكون الحل الأمثل، لكن الإدمان يجعلُ هذا الحل سراباً أتوق الوصول إليه، لكنَّه مجرد سراب.
رُبـــى قلمك متميز .. كل التوفيق لك
ردحذفشكراً، كلماتك تعني الكثير..
حذفWonderful , keep going 😊
ردحذف