ما هذا اليوم العجيب ، أخذتُ ورقةً وقلماً وبدأتُ بشتِم نفسِي ، و " تكسير مجاديفها " و أن أوصف نفسِي بالغباء ، لكنِّي فعلاً غبية ، كتبتُ عدة تساؤلات مجنونة ، وأدعيَّتُ أن الجنون ليسَ رائعاً ، كنتُ سأقسو على نفسِي و سأقول إنِّي أدَّعي معرفتي بالكتابة ، لم أفعل ذلك ، لأني أجبن من أقول ذلكَ لنفسي ، أنا أكذب على نفسِي ، أنا أكذب عليها كثيراً ، يبدو أنَّها قد سمعت بالربيع العربي ، أرادت أن تثُور علي ، تباً ! كانت ثورتها فعّالة جداً ، أودت بِي إلى هذا الحال أكتب حروفاً متلاصِقة غير مفهومة ، حقَّاً أصبحتُ لا أفهمني ، أصبحتُ استصغرني ربما ! تحدث مواقِف عاديَّة جداً ، تشعرني بالغثيان ، و أاني من هستيريا فظيعة بسببها ، أنا لا أنمو ، أنا لا أكبر ، أنا أصبح طفلةً أكثر كلما أتقدم عمراً ، أنا لست بلهاء ولكن بلهاء ، لا أدري كيف يكون ذلك ، أو تلك ، لا أعلم ، لست مهتمة ، بدأت أكتب حروفاً غير مفهومة مجدداً ، أنا مشتتة ، أو أنا انفجر ، نعم الكلمة الضائعة انفجر ، انفجر على ربى ، لكن لماذا ؟ ربى لا تستحق مني كل ذلك ، ألم تكن ربى تنادي بالأمل ؟ أو بالحياة ؟ لماذا ؟ لماذا يا ربى تفعلين هذا بربى ؟ أنا جبانة ، ومجنونة ، لكن أيعني ذلك أنني يجب أن يُعتنى بي في مشفى المجانين ؟ لماذا أشعر بالغيظ ؟ألستُ أنا التي اقترفت ذلك بيديّ ؟ أنا أستحقُ ما أشعر بهِ الآن ، أنا التي تسببتُ بهِ ، لا أحد ، لا موقف ، لا شيء.
يجب أن أتعلم النضُوج ، لكنَّه لا يُعلَّم ، لا يُدرَّس ، يجب أن أكفَّ عن أفعالي الطفُولية الغبية ، التي تجعلني أشعر بهذهِ المشاعر المستفزَّة ، لا شيء أقسى من أن تخبركَ نفسك بأنَّك غبي ! ، وتحتاج ميزاناً لقياس غبائك ، وتستخدم كلَّ المواقِف ضدك لتثبت لكَ غبائكِ ، ستشعر أنَّ العالم كلُّه يكرهك ، حتى أنت تكره نفسك ، ليسَ شعوراً جيَّداً البتة ، يقتلُ كلَّ ذرة أمل كنتَ قد حرصِت عليها من الضياع وسط ذرات اليأس الكثيرة المحيطة بك ، يبدُو أنَّ عدوى اليأس تمكنّت مني ، ودوائها جداً بعيد.
" كتبت من رحم التناقضات اللامتناهيّة ".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق