السبت، 12 أكتوبر 2013

لمَاذا أكتب ؟

أعتقد أنَّ هذهِ التدوينة كانَ من حقِّها أن تكونَ الأولى لكن بما إنني مشتتة ، لا أستطيع ترتيب كتابتي بل يجب أن تعكس مدى التشتت الذي أحمله أن تمثلني بكلِّ تفاصيلها ، وأن تتقبلني كما أكتبها .


لماذا أكتب ؟ هل تصدقُّون هذهِ أول مرة أسأل نفسِي هذَا السؤال ، أفكَاري تتضَارب ، وأتخيَّلُ حروف الأبجديَّة تتسارعُ أمام بصرِي وتتسابق لتشكِّل كلمَات أحياناً لا أفهمها ، كم من مرات أجدُني قد ألصقتُ حروفاً ببعضها ، لكن لستُ أعلم حقَّاً إن كانت تمثلنِي ، أو إن قرأتُها مجدداً سأفهمنِي ، أو أن قرأها أحدهم لن يرسلني إلى مشفى المجانين ، أو يبتعد عني لشكِّهِ في مدى عقلانيتي ، لماذا أكتب ؟ .. سُؤالٌ معقّد جداً ، لا أجدُ لهُ إجابةً ، حقيقةً لا أحاول إيجاد إجابةٍ لهُ ، لا أعلم لمَا أو لأيّ هدف ، فقط لا أريد المحاولة ، إيجاد الإجابات سيء ومؤرق بالنسبةِ لي ! .


أحياناً عندما أقرأ للآخرين أشعرُ بِإستياء  ، أكلنا أصبحنا نجيدُ تشكيل الحرف و إكسَابهِ ألف معنى ؟ أكلنا أصبحنا نتخذُ كلماتٍ ونسميها بوحاً ؟ أفكرُ من هُنا تركَ الكتابة ، لأنِّي لستُ أهلاً لها ، أو لأنني لست مثلهم ، لكن أشعرُ أنَّها دوائي المُرّ الذي يجِب أن أتناولَه ، أو لأنني يجب أن أكف عن مقارنتي بالآخرين  ، الكتابةَ دواءٌ ناجع لتناقضِي ، وإمتصاصٌ رائع لثرثرتي ، هي مائي وهوائي ، لستُ أدري حقَّاً لماذا أكتب ، ولستُ أدري مَن أنا ، لكنِّي أدرِي أنني حتى وقررت التوقفَ عن الكتابة ، ستمنعني الحياة ، ولن ترضى عن خيانتِي لعشيقي القلم ، ربمّا ستسلبنِي الحياةُ تناقضِي ، وستجعلنِي أتحرر ، لكنِي أحبُّني كما أنا ، اعتدت على تناقضِي بل وأصبحتُ أحبُّه وأحاول جاهدةً الحفاظ عليّه ، أحبُّ تساؤلاتي الكثِيرة ، أحبُّ مساندة القلم لي ، وقوفهُ بجانبي ، سرقة مشاعرِي منِي ، وإغتيّال حزني .

لستُ كاتبة ، لستُ جيَّدة حقَّاً في الكتابة ، حظِّي في اللغة قليلٌ جداً ، لكن هذا يروقنِي ، حظِّي القليل يمكنني من فهم خزعبلاتِي ، قد لا يُجيب على تساؤلاتِي لكنَّهُ يشفي غليلي ، و ينتشلني من بحر التساؤلات ، يلهيني قليلاً عن تساؤلاتِي الكثِيرة ، يجعلني أشعرُ بالحروف تتسّرب إلى دواخِلي ، لا أعتقد أنني أفهمنِي الآن ، أو أحاول ذلك ، أكتبُ على غيرِ هدًى ، لكنِّي أشعرُ بشعورٍ جيّد ، أشعرُ كأنِّي طفلة اشترى لها والدها دميَّةً للتو ، هذا ما أشعرُ بهِ عند الكتابة ، أشعرُ أنني أعرفنِي ، لستُ مع رُبى مُختلفة ، أشعرُ أنني أتحررُ من قيودي ، وأصبح نفسِي بحرَّية ، لا أحد يستفزني ، إلَّا الحروف ، وأحبُّ استفزازها جداً حقيقةً ، تحثنِي على كتابة المزيد ، دون أن تشعرني بالنقص .

لستُ أعلم حتى الآن لماذا أكتب ، وحالياً لا أريد أن أعلم ، أؤمن أن بعض الأشياء يجب أن تبقى مجهولة وغامضة ، لأنَّ كل شيء بعد الحقيقة يفقد رونقهُ وتتلاشى رغبتي فيهِ ، ولستُ على استعداد أن أنهِي حياتي الآن .   

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق