سيرى الجميعُ إنِّي ظالمة أو لستُ أقدس الصداقَة أو " مفتريّة " لكن نحنُ كبشَر ننظرُ دائماً لجانبٍ واحِد ، لا نُشرِك الجوانِب الأخرى فِي تصوراتنَا وتفكيَّرنا ، أعنِي من حقِّي كإنسَانة أن أتخيَّر أصدقائي ، ومن حقِّي أن أكوَّن علاقاتي مع من أريد ، أليسَ كذلك ؟ إذن لماذا لا يكون أحد حقُوقِي أن أنهِي علاقةً مع أحدِهم ؟ أنا لا أقصدُ الاستهانَة بمشَاعِر البشَر ، أو أن أحرّض الجميع على قطع أواصِر الصداقَة بسهُولة ، أنا فقَط أعطِي جانباً آخَر من الحقيقة .
أحياناً يكونُ أفضَل خيّار هو قطَع العلاقَة ، ستسألونني لماذا ؟ سأسألكم سؤالاً مُعيَّناً قبل أن أجاوب ، لأنَّ إجابتكم ستخبركُم تلقائياً عن " لماذا " عندما يتخذُّ أحدكم صديقَاً ما هُو الأساس الذي يرتكزُ عليِّه ؟ لماذا تختار ذلكَ الصديق بالذات ؟ لماذا لم تختر فُلان مثلاً ؟
سأخبِّركم عَن إجاباتي كرُبى ، أنا أسرعُ من تُكوِّن صديقات في هذهِ الدنيا ، لكن استمرارُها يعتمدُ على عدة عوامِل ، منها هل أنا فعلاً عندما أبحثُ فيها هل أجدُ ربى ؟ هل أجدُ أشياءً تتمنى رُبى أن تكونَ فيها ؟ هل هِي تستحقُّ ما أبديه من إهتمَام لها ؟
هذهِ نقاط بدأتُ في وضعها حديثاً تقُودنِي إلى نظريَّة جديدة رُبَّما ، هِي : " أنني لستُ مُكلَّفةً بتكويّن صداقات مَع أشخَاص أفعالهُم وتصرفاتهم تُشعرني بالريبة ، ولا أجدُ فيهم رُوح ربى ، بل ربَّما أجد فيهم روحاً مُغايّرة ، وأنا أخافُ على نفسِي من العدوى " .
كنتُ قبل شهُور فتاةً مرِحة - ولا أزال - لكن قلَّ هذا المرح بصُورة كبيرة نسبياً ، أتدرون لماذا ؟ لأنِّي كنتُ أعيشُ في محيط من الكآبة والقلق ، الإجازة الصيفية صفَّت ذهني وجعلتنِي أتفكَّر فِي الأمر بجديَّة ، وأن أقرر إنهاء أحد أهم علاقات الصداقَة ، أيعنِي ذلك أنني ظالمة ؟ أنني أنانيَّة ؟ دعُوني أخبركُم أنا فعلاً أنانية ابتعدتُ عن لمصلحتي الشخصية ، لكن حقَّاً تفكَّروا قليلاً ، لماذا نحن نعيشُ في هذا الكون ؟ أليسَ لتحقيق مصالح شخصية ؟ ما هي تلك المصلحة ؟ دخُول الجنة ، أليسَ كذلك ؟ الإنسَان أنانيٌّ بطبعِهِ ، وأنا عن نفسِي مؤمنةٌ بأنَّ من حقّي أن أكونَ أنانيةً بعد حدُود معيّنة ، ولا يحقُّ لأحدِهم أن يُحاسبنِي أو يحاول توبيخي ، فأنا اتخذُّ الصواب في حقِّي ، ومن لم يتخذ الصواب مع نفسِه لن يستطيع ذلك مع الآخرِين ففاقدُ الشيءِ لا يُعطيِّه ، وإنَّ لنفسِكَ عليَّك حقّ ، وكلُ قرينٍ بالمُقارَن يُقرن .
كانَ في جعبتي أكثَر من ذلك لكنَّهُ للأسف تبخَّر !
أتمنَى بحق أن أكون قَد أستطعتُ إيصِال الفكرة بطريقة سلسة ، فأفكارِي لم تكن مرتبةً بطريقَة كافِية ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق