الأربعاء، 2 أكتوبر 2013

العقُول الشابّة إلى دمار ..

أتخذُ جزءاً من هذهِ المسَاحة لأشكر والديّ لأنهما أتخذا قرار أن ألتحق بالمدرسة مبكراً ، لأنِّي كنتُ سأعيشُ بين عقُول فاسدة و سطحيّة بغباء، أعنِي أن نحنُ جيلُ المستقبل ، لكن يبدُو أن الجيل أضاع المستقبِل وانشغل بالحاضِر ، الحاضر الذي لم تستغلهُ تلك العقُول جيّداً .


طيَّب ، مفروض الصورة تكون واضحة شويّة ، أنا داخلة المدرسة صغيرة وحالياً في تالت ثانوي ، ومفروض تكون دفعتي تانية ثانوي ، يلا أنا حأتكلم عن الدفعة دي ودفعة أولى كمان .


لا يعنِي حديثي عن عقليّاتهم الفاسِدة أنَّ دفعتي بريئة أو شريفة ، دفعتي تزخَر بالعقُول " المتعفنة " لكنَّها ليست غبيّة ، بل جداً ماهِرة في إخفاء عيوبها ، وغالباً لا تحدث مشاكل إلا لأسباب ضخمة .


تلكَ العقّول أفسدها " الفيس بُوك " هُو أس المصائب وهو جالبُ المشاكِل ، أعني تتهافت الفتيات لإضافة جميع الشباب الذين يرسلون لها طلبات الصداقة - بالنسبة لي ما عادي - يمكننا القول أنهُ " ود أهلها " لكنَّه ليس كذلك ، المهم تتحدثُ معه على الفيس بكثرة ثم يُوهمها بحبهِ، تصّدقهُ ، تفرح ، تخبرُ صديقاتها ، تعلم إحدى الفتيات " الخاتة عينها " عليهِ وتبدأ المشكِلة ! حقّاً ؟ تتقاتلن لأجل فتًى لن يتزوجكّن مهما حصَل ؟ لا و تبذلنَّ جهداً مُضاعفاً لأجل الشجار ، أنَّهُ إسراف للماء والكربوهيدرات ، لا تقلقنّ أنتن لستنَ مهمات بالنسبة لي ، الماء قضيّة أهم ، أكتبُ عنكن لأنكن ستكنَّ عبئاً على الأمة .
لكن كيف عرفتُ أنا ؟ بسبب عدم خجلهن ! من إخبار العالم بما يفعلنه ، تحكي لي صديقتي ، أنَّ لها زميلات في الترحيل يتشاجرن في الترحيل نفسه دون خجل من سائق الترحيل وبأعلى صوت ، ( لا وكمان بيحكوا المشكلة بالتفصيل ) عندما أخبرتني بذلك شعرتُ بالقشعريرة تسري في جسدي أهذا كلُّه بسبب فتًى ؟ زي ما بقولوا أخوانا المصريين لا راح ولا جا ؟ لا فهموني بالمنطق كدا ، بالمنطق ، دي حاجة تستاهل ؟ لا بالجد ، دي حاجة تستاهل ؟ لا بالجد انتي أهلك متغربين ومتحملين المشاق ، وواثقين فيك عادي خيانة الثقة عندك ؟ عادي أنو تنزلي سمعة أهلك الأرض ؟ ما أعتقد في وحدة حالياً بتقرأ كلامي دا ، بس برضو عسى ولعلّ ! .



حدثَ لي موقفٌ أمس ، جعلني أشعرُ بالنفاق ، والرياء ، أعني قبل كم يوم كتبت في موضوع إنشائي عن الشباب هم أمل الأمة ومستقبلها ، لكن بعد موقف أمس أصبحتُ استحقِر نفسي ! 
أمس كان يوماً حارّاً وبعادة أبي إنه يتأخر علينا ، كنّا طالبات قلائِل في المدرسة ، إذ بشابٍ يأتِي ليصطحب أختهُ أمانةً لم أدقق في ملامحهِ جيَّداً ، لأنِّي كنت أشعرُ بالحر والقرف ، فعندما رأيته وتأكدت أنَّه ليسَ أبي ، جعلتُ أفكّر في أشياء أخرى ، إذا بي أسمع كلمات مشبوهة وخاصةً أنَّ الفتاتين اللتين كانتا تتبادلان الحديث فكرتي عنهما كحُثالة ربما ، بسبب تصرفات معيّنة ، كلُّو كوم والذي فعلتهُ تلكَ الفتاة كوم آخر ، تذهب إحداهن خلسةً مع فتيات ذاهبات لترحيلٍ ليسَ لها تتوقف جانب الباب ، و تراقِب بصمت ، ثُم يبدأ الشاب بالذهاب فتصرخ أختها الصُغرى لهُ حتى أختها الصغرى لوثتها بفسادها ، تلك اللحظة أتت فتاة أخرى وأغلقت باب الشارع بقُوة ، فعلت ما عجزتُ أنا عن فعله ، لكنَّها أيضَاً جعلتني أحسُ بالأسف و القهر ، أنا متأكدة أنَّ تلك الفتاة لم تتعدَّ الثالثةَ عشر من العمر ، أنا أكبرُ منها بسنتين فقط ، لا أفكرُ في ذلكَ إطلاقاً ، فقَط أفكَّرُ في أشيَاء طفُولية ، لا أكذب قد أفكرُ في تلكَ الأشياء أحياناً ، لكن ليس هكذا ، ليس بتلك الطريقة ، ليس بذلك النهج ، وليس بذلك الأسلوب المنحَط ، لستُ خائنةً لثقةِ أهلي حقَّاً شعرتُ بالأسِف على أهلها ، وعلى تربيَّة أمها التي ضاعت هباءً منثوراً ، لا تعلمُون كم استحقرتُ نفسي في تلكَ اللحظَة ، ولن تفهموا ما أُحس بِهِ إن لَم تكونوا " معقدّين نفسياً " مثلي ، ولن تترحموا على حالِ جيلنا إلَّا إذا كنتُم تفكِّرُون بِرجعيّة مثلي .
فقد تركتُ الحضارةَ لكم ، وبتخلفي سأبني أمةً أفضَل إن شاء الله ! .
شُكراً لحسُن القراءة :) 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق