الاثنين، 20 أبريل 2015

أما حان الوقت لأن.. تثور؟

في هذهِ التدوينة أشعرُ بأنني أريدُ أن أسرد قصةً قصيرة، لستُ ماهرةً في ذلك،لكن.. ربمّا هذا ما وجدتُ نفسِي قادرةٍ عليهِ..
"أجدني في أماكن عديدة وفي أوقات كثيرة، أتنقل بينها بخضوع وأحيان قليلة بعزم ورضًى تام، يأسرني ما أراهُ وأتعلّق بهِ، أشعرُ بالإنتماء، والوجود، الحياة والأنا، ولوهلة، أحسُ بأنني سأنتمي إلى هنا للأبد، ولن أبرح ذلك المكان، ثم لا ألبث ألا أن أجد الذي حولي قد تبدّل، ماتت ملامحه وقد تغيّر، فأبحث في مكان آخر، لأشعر كما شعرت قبلاً رافضة التغيّر مع ما قد تغيّر، كنوعٍ من أنواعِ التكيّف، كنوعٍ من أنواعِ الهروب.. هروب من الذات، من الكون ومن إجبارِ الحياةِ لنا على أن نكون كما لا نريد أن نكون..
أجدني في متاهة صنعتها الذكريات، الضحكات والبكاء، وكل تفصيلة مملة أخرى، كنت أركض، كنوعٍ من الهرب، اللامبالاة، الخوف، والتحدي "الكاذب" الذي تفرضه تلك المتاهةُ عليّ، تلك المتاهة عاقلة، فطنة، متفهمة لكوني في غيبوبة، غيبوبةِ "الماضِي" ذلك الكابوس الذي يتنكر في هيئةِ غيبوبةٍ مقيتة، يعتقد الشخص أنهُ سيكون في عالمٍ بيني، لا يشعر بشيء مُطلقاًُ، لكنه حقيقةً يعيشُ كابوساً جديداً كل لحظة.. سرعان ما تبدأُ سرعتي الأولى في التناقص، شيئاً فشيئاً تعباً من الركض من المجهول نحو المجهول، ذلك التناقص يعلنُ إستسلامي المؤكد، إستسلامي المتوقع والمنتظر! أجلسُ لا حيلة لي، شبه عاجزة عن كل شيء! إلا التفكير! ذلك الشيء الوحيد الذي يتداخل في رأسي تاركاً إيايَّ في فوضى دائمة، داخلياً وخارجياً، فوضى معيقة لحركتي وإستغلالي لذلك التفكير أحياناً..

والآن، والأفكار تتسارع، والأفكار تجري.. أشعر وأفكر وأحس وأتيقن بأني أكتفيت، أكتفيت من الخضوع والإستسلام، أكتفيت من الركض والهرب، أكتفيتُ من أكون بسبب الظروفِ من أكون، أكتفيتُ من مطاردةِ الأطياف، من تذكرِّها والتحسر على أنها مضت، أكتفيتُ من غيبوبة "الماضِي" التي يندرُ الإستفاقة منها.

صوتٌ داخليٌّ قررَّ أن يفكِّر، أن يستقل وأن يتحدث، نيابةً عن كل جزءٍ من كياني:
"أما حان الوقت لأن تثور؟"
"أما حان الوقت لأن تكون؟"
"أما حان الوقت لأن تعيش؟"
لم أستطع تبيّن معالم ما حدث بعد ذلك، إذ أنهُ حدث بسرعةٍ كبيرة نسبياً، سرعة أكبر من قدرتي على الإستيعاب والفهم، لكنني أستعطت أن أرى تلك الجدران المخيفة للمتاهة تتلاشى، تختفي، تندثر وتتراجع إلى صندوق، ذلك الصندوق مغلق نوعاً ما مفتاحه إرادتي، لأول مرة أشعر بأني قوية بأني أملكني، أتحكم فيني، قد يفتح الصندوق نفسه من شدةِ الضغط، لكنني أستطيعُ تدارك الموقف بعد ذلك، دون شعورٍ بخضوع أو إنكسار.
تمت.

أنت من يصنع القرار، أنت من يأسر نفسه في متاهةٍ كبيرة، متاهتي كانت الماضي، فما هي متاهتك أنت؟ هل سألت نفسك قبلاً؟

وأما حان الوقت لأن تثور؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق